Sunday 24 February 2013

الربا


لغة: ان مادة كلمة "الربا" الواردة في القرأن الكريم هي "رب" حيث اعتبر فيها معني لزيادة والنمو والارتفاع والعلو. يفال: رباالمال اذا زاد ونما.
شرعا: فمن هذه المادة نفسها كلمة "الربا" والمرادبها زيادة المالونموه عن رأس المال. والقرأن قد صرح بهذه المعني بقوله: " يأيها الذين امنوااتقواالله وذرواما بقي من الربواانكنتم مؤمنين" (البقرة:278).
والذي يظهر من هذه الأية أن كل زيادة تحصل علي رأس المال يقال لها "الربا" الا أن القرأن لا يحرم كل زيادة من حيث هي فان الزيادة تحصل في التجارة أيضا, بل الزيادة التي ورد تحريمها في القرأن هي من نوع خاص وهو يسميها "الربا".

وبهذا الاسم الاصطلاحي كانت هذه الصورة الخصة من التعامل تعرف قبل الاسلام, ولكن ماكانت العرب اذذاك تفبق بين البيع والربا وكانت تحسبها من نوع واحد كما عليه الحال في زماننا الحاضر. فجاء الاسلام وبين الناس أن الزيادة التي تحصل علي الرأس المال بالبيع مختلفة عن التي تحصل علي رأس المال بالربا, زأن الأولي مشروعة والثانية غير مشروعة: "الذين يأ كلون الربو ا لا يقومون الاكما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا انما البيع مثل الربوا واحل الله البيع وحرم الربوا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهي ما سلف وأمره الي الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" (البقرة:275).

الفرق الأساسي بين البيع والربا:
البيع هو: أن يقدم البائع سلعته الي النشتري فهناك تستقر بينهما قيمة لهذه  السلعة ويتسلمها المشتري من البائع نظير هذه القيمة, فهذه الصورة من التعامل لا تخلوا من أحد الأمرين: اما أن يكون البائع هيأ  هذه السلعة للمشتري يجهده وبانفاقه عليها ماله أو اشتراها من غيره. فهو في كلنا الصورتين يضيف أجرة جهده الي رأس ماله الذي أنفقه علي السلعة في اشترائها او تهيأتها فهذا هو ربحه.
وأما الربا هو: أن يعطي الرجل رأس ماله رجلا أخر علي أن يرده اليه بزيادة كذا.


أقسام الربا واحكامه:
الأول: رباالنسيئة, هو أن تكون الزيادة المذكورة في مقابلة "تأخير الدفع" ومثال ذلك: اذااشتري اردبا من القمح في زمن الشتا بأردب ونصف يدفعها في زمن الصيف, فان نصف الأردب الذي زاد في الثمن لم يقابله شيئ من المبيع, وانما هو في مقابل الأجل فقط, ولذا سمي الربا النسيئة أو التأخير.
لا خلاف بين أئمة المسلمين في التحريم الرباالنسيئة, فهو كبيرة من الكبائر بلا نزاع, وقد ثبت ذلك في كتاب الله تعالي وسنة رسوله واجماع المسلمين.
قال الله تعالي في القرأن الكريم: "يمحق الله الربوا ويربي الصدقت والله لا يحب كل كفار أثيم". (البقرة:276).
الثاني: رباالفضل, هو أن تكون الزيادة المذكورة مجردة عن التاخير فلم يقابلها شيئ, وذلك كما اذااشتري أردبا من القمح بأردب وكيله منجنسه مقايضة بأن استلم كل من البائع والمشتري ماله, وكما اذااشتري ذهبا مصنوعا زنته عشرة مثاقيل بذهب مثله قدره مثقال.
هو أنيبيع أحد الجنسين بمثله بدون تأخير في القبض فهو حرام في المذاهب الأربعة.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "الذهب بألذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشغير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل سواء بسواء يدا بيد فاذااختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم اذاكان يدا بيد". (أخرجه مسلم).

التشديد في تحريم الربا:
        لاشك أن القرأن قدنهي عن كثير من المنكرات وشد الوعيد في بعضها, ولكن الكلمات التي جاء بها لاعلان حرمة الربا أشد وأكد من الكلمات التي أوردها للنهي عن شائر المنكرات والمعاصي. ومن ثم قد أكد النبي صلي الله عليه وسلم النهي عن مزاولة الربا وسعي سعيا متصلا في القضا عليه في الدولة الاسلامية المثالية.
كان بنو المغيرة في مكة يأكلون الربا, فألغي النبي صلي الله عليه وسلم كل ماكان لهم علي الناس, وكانت لهم علي الناس أموال من الربا, فكتب الي عامله في مكة بقتاله م ان لم يكفوا عن المراباة. وكان عمه العباس بن عبد المطلب من كبار المرابين في العرب, فأعلن عندحجة الوداع: "ألا ان الربا الجاهلية موضوع عنكم كله. لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون. وأول  ربا موضوع أبدأبه ربا عمي العباس بن عبد المطلب". وقد لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم أكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم "سواء" (رواه مسلم).
نتائج الغاءنظام الربا:
        ان الغاء نظام الربا اذاجاء مقترنا بالنظام الاجتماعي كجمع مال الزكاة وتوزيعه, ينتج عنه ثلاثة أمور مهمة من الناحية المالية.
الاول: سوف تتبدل صورة الفاسدة الحاضرة لاجماعي رأس المال بصورة صحيحة نافعة.
الثاني: ستميل وان تزال تميل ثروة الناس المدخرة الي الاستغلال في الشؤون المثمرة دون أن تقف متكدسة في مكانها ولن تزال تجارة البلاد وصناعتها وزراعها تجدها وتستعين بها علي قدر حاجتها في كل حين من أحيانها.
الثالث: اذا الغي نظام الربا انفصلت مالبات التجالرة عن ماليات الدين.

مضار الربا:
الأول: مضار الربا من الناحية الاخلاقية والروحية:
        علينا أن نتناول هذه البحث أولا من الناحية الأخلاقية والروحية, فان الاخلاق والروح هنا جوهر الانسانية وملاك أمرها. فكل شيئ اذاكان يضرنا في صميم هذا الجوهر جدير بالرفض ولا يصلح لأن نأخذ به أبدا ولوكانت به منافع كثيرة من أي ناحية اخري فاذا نظرنا في الربا وجزأناه تجزئة نفسية تبين لنا لأول وهلة ان الربا لايبدع في العمل الذهني كله-من رغبة الانسان في جمع المال الي مختلف مراحل حياته الاقتصادية-الامطبعا بتأثير الأسرة والبخل وضيق الصدر وتحجر القلب والعبودية للمال والتكالب علي المادة وما اليها من الصفات الرذيلة الاخري ثم لا ينفك يجري هذاالعمل تحت تأثير مثل هذا الصفات ويؤملها في الانسان علي قدر ما يتقدم ويقظع من مراحل النجاح في تجارته الربوبة.
الثاني: مضارالربا من الناحية المدنية والاجتماعية:
        وعلينا أن ننظر الان في هذه المسالة من الناحية المدنية والاجتماعية. لايكاد يختلف اثنان في أن المجتمع الذي يتعامل أفراده فيما بينهم بالأثرة ولا يساعد فيه احد غيره الا انيرجو منه فائدة "راجعة" علي نفسه, ويكون فيه عوز أحد ما وضيقه وفقره فؤصة يغتنمها غيره للتمول والاستثمار, وتكون مصلحة الطبقات الغنية الموسرة فيه مناقضة لمصلحة الطبقات المعدمة, لايمكن أن يكوم ويظل قائما مثل هذا المجتمع علي قواعد محكمة أبدا , ولابد أنتبقي أجزاؤه مائلة الي التفكك والتشتت في كل حين من الأحيان. ثم اذا عاونت علي هذه الوضعية الأسباب الاخري أيضالا تلبث هذه الاجزاء تتحارب وتتشابك فيما بينها.

No comments:

Post a Comment

PERANAN KELUARGA DALAM ISLAM

Keluarga mempunyai peranan penting dalam pendidikan, baik dalam lingkungan masyarakat Islam maupun no-Islam. Karena keluarga merupakan tempa...