Sunday 3 February 2013

الطريقة المباشرة


المقدمة
أ‌.       الطريقة الحديثة/الطريقة المباشرة (Direct Method)
بانتشار فكرة النشاط في ميدان التربية خلال القرن العشرين، استطاع أصحاب هذه الفكرة أن ينشروا اعتقاداً بأن الطلاب يمكنهم تعلّم فهم اللغة عن طريق الاستماع لكمية كبيرة منها، وتعلم الكلام عن طريق التكلم بها مع ربط الكلام بمواقف مناسبة. ولقد لاحظوا أن هذه الطريقة هي التي كان يتعلم بها الطلاب لغتهم الوطنية، كما أنها كانت الطريقة التي يتعلمون بها اللغة الثانية بدون صعوبات كثيرة – عندما ينتقلون إلى بيئة أجنبية.
ولقد قامت حركة تجميع و تطوير في وقت ما للطرق الشفوية و الطبيعية أدت إلى تشكيل طريقة جديدة هي ما سميت بالطريقة المباشرة التي تعتمد على الربط بين كلمات و جمل اللغة الأجنبية و الأشياء و الأحداث بدون أن يستخدم المدرس أو التلاميذ لغتمهم الوطنية. أما الطرق التى أدت إلى ظهور هذه الطريقة فهي :
1.  الطريقة النفسية أو السيكولوجية
2.   الطريقة الصوتية
3.   الطريقة الطبيعية
4.   الطريقة السمعية البصرية[1]
ب. مفهوم الطريقة السمعية البصرية
تتضمن عملية الاتصال جانبى الإرسال و الاستقبال، ويتضمن جانب الإرسال في عملية الاتصال اللفظى الحديث و الكتابة، أما جانب الاستقبال فينظر إليه عادة على أنه من عمل حاستى البصر و السمع، و بالتالى فهو يعتمد على القراءة و الاستماع، و كلاهما يتطلب عملاً عقلياً هو الفهم، و يتضمن الفهم إلصاق المعنى برسالة مرئية أو مسموعة، كما يتضمن التفسير و التقويم و بِوُسْعِ الإنسان أن يستمع إلى حديث أو مقطوعة موسيقية أو أصوات أخرى، و يظل جوهر هذه الأفعال واحداً هو الفهم.
الاستماع هو فهم الكلام، أو الانتباه إلى شىء مسموع مثل الاستماع إلى متحدث، بخلاف السمع الذى هو حاسة وآلته الأذن، و منه السماع و هو عملية فيسولوجية يتوقف حدوثها على سلامة الأذن، ولا يحتاج إلى إعمال الذهن أو الانتباه لمصدر الصوت.
ومفردات الاستماع : هى عدد الكلمات التى يفهمها الإنسان عندما يستمع إليها، وتسمى أيضا المفردات السمعية, وكلما كثر عدد هذه المفردات السمعية ساعد ذلك على تقدم المبتدئين فى القراءة. أما مستوى الفهم الاستماعى فهو أعلى مستوى يصل إليه فهم الإنسان لنص يُقْرأ عليه. ومن العتاد أن تستخدم 75% فأكثر من فهم أفكار النص كمعيار للحكم على هذا المستوى.
وبدايةً نذكر أن بعض الباحثين يرى أن ما نعرفه عن الاستماع لايكفينا لتحديد الطرق المجدية لتنمية مهاراته. ويشكك أصحاب هذا الرأى أيضًا فى صدق نتائج الأبحاث التى تذكر أن الاستماع يمكن تحسينه بشكل ظاهر و فعال عن طريق التدريس. ومن أمثال هؤلاء الباحثين دوكر 1966، غير أن باحثين آخرين من أمثال هولمز وسينجر وسبريت أثبتوا عن طريق التحليل العاملى أن مهارة الاستماع عامل منفصل وقابل للتحديد، وعلى ذلك فإنه عامل يمكن تدريسه[2].

ج. نشأة الطريقة السمعية البصرية
فى عام 1953 م وضع "بيتار جوبيرينا" نظريته حول الطريقة السمعية البصرية التركيبية الاجمالية، وفى عام 1955 م بدأ يتعاون مع بول ريفانك، وقد كان من ثمار هذا التعاون ظهور أول دورة كبرى فى تعليم اللغة الفرنسية بعنوان "أصوات وصور من فرنسا"، وكما يدل اسمها، كانت هذه الدورة تقوم على استعمال الوسائل السمعية و البصرية.
ومن ناحية أخرى، وهذا هو المهم، كانت هذه الدورة أول تدعيم للنظريات اللغوية التى انبثقت عنها.

د. أهمية الطريقة السمعية البصرية
إن الاستماع وسيلة هامة من الوسائل التى اتصل بها الإنسان فى مراحل حياته الأولى بالآخرين. وعن طريقه يكتسب الإنسان المفردات ويتعلم أنماط الجمل والتراكيب ويتلقى الأفكار و المفاهيم وعن طريقه أيضًا يكتسب المهارات الأخرى للغة كلاهما وقراءة وكتابة.
أن القرآن الكريم يركز على ((طاقة السمع)) ويجعلها الأولى بين قوى الإدراك والفهم التى أودعها الله فى الإنسان :
وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُوْنِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَتَعْلَمُوْنَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَاَرَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ. (النحل : 78)
وَلَوْ شَآءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ. (البقرة : 20)
إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُوْلاً. (الإسراء : 29)
بهذا التكرار المتعمد يذكر القرآن السمع مقدما على البصر فى أكثر من سبعة وعشرون موقعا، وهذا يؤكد أن طاقة السمع أدق وأرهف وأرقى من طاقة البصر. إن الاستماع عامل هام فى عملية الاتصال، فلقد لعب دورا هاما فى عملية التعليم والتعلم على مر العصور. ويعيش المرء كمستمع فى عالم القول المسموع شهورا عدة، قبل أن يتمكن من المشاركة فى القول وتجاذب الحديث مع سواه.
يمكن تحديد أهمية الاستماع فيما يأتي:
1.   بأنها الوسيلة التى يتصل بها الإنسان فى مراحل حياته الأولى بالآخرين.
2.   عن طريقها يكتسب المفردات ويتعلم أنماط الجمل والتراكيب ويتلقى الأفكار والمفاهيم.
3.   عن طريقها أيضا يكتسب المهارات الأخرى للغة كلامًا وقراءة وكتابة.
4.   الاستماع الجيد شرط لحماية الإنسان من أخطاء كثيرة تهدده.
5.   فيها تدريب على حسن الإصغاء وحصر الذهن ومتابعة المتكلم وسرعة الفهم.
6.   للاستماع أهمية قصوي فى عملية التعليم أكثر من القراءة لأن الكلمة المنطوقة وسيلة لنقل التراث الثقافى من جيل إلى آخر[3].
ولأهمية الاستماع فى وقتنا الحاضر، ينبغي الاهتمام بتدريب المتعلم على الاستماع وتزويده بالقدرة على سماع الخطب والمناقشات واستماع برامج الراديو والتلفزيون. وينبغي أن يتم التدريب على الاستماع مبكراً، لضمان النجاح فى التعليم بصفة عامة.
        ونظراً لعدم تدريب التلاميذ على مهارت الاستماع، نجد كثيرا من الأطفال يسمعون، ولكن قدرتهم على الفهم ضعيفة، فهم قادرون على إدراك الأصوات، قادرون على ملاحظة ومتابعة الأصوات، ولكن دون فهم أو تفسير للصوت.
        وهناك أسباب عديدة لإهمال هذه المهارة اللغوية مهنا :
1.   عدم اهتمام المعلم، أو عدم معرفته بطبيعة عملية الاستماع باعتبارها نشاطا فكرا، كالنشاط الفكري فى عملية القراءة.
2.   اعتبار الاستماع، يحدث عندما ينظم التلميذ ما يسمع ويتذكر.
3.   اعتبار أن القيمة العظمى لكل اتصال اجتماعي، بما فى الاجتماع هي الفهم الذى يعدل من التفكير.
4.   افتراض أن الطفل يمكن أن ينمو فى عملية الاستماع دون تعلم مقصود.

هــ. أهداف تعليم الاستماع فى اللغة العربية
يهدف تعليم الفهم فى الاستماع إلى تحقيق ما يلى :
1.   تعرف الأصوات العربية وتمييز ما بينها من اختلافات صوتية ذات دلالة عندما تستخدم فى الحديث العادي وبنطق صحيح.
2.   تعرف الحركات الطويلة والحركات القصيرة والتمييز بينها.
3.   التمييز بين الأصوات المتجاوزة فى النطق.
4.   تعرف كل من التضعيف أو التشديد و التنوين وتكييزها صوتيا.
5.   إداك العلاقات بين الرموز الصوتية والرموز المكتوبة.
6.   الاستماع إلى اللغة العربية دون أن يعوق ذلك قواعد تنظيم المعنى.
7.   سماع الكلمات وفهمها من خلال سياق المحادثة العادية.
8.   إدارك التغييرات فى المعنى الناتجة عن تعديل أو تحويل فى بنية الكلمات (المعنى الاشتقاقى).
9.   فهم استخدام الصيغ المستعملة فى اللغة العربية لترتيب الكلمات تعبيراً عن المعنى.
10.                      فهم استخدام العربية للاذكار والتأنيث والأعداد والأزمنة والأفعال...الخ هذه الجوانب المستخدمة فى اللغة من أجل توضيح المعنى.
11.                      فهم المعانى المتصلة بالجوانب المختلفة للثقافة العربية.
12.                      إدراك أن المدى الدلالى للكلمة العربية قد يختلف عن ذلك الذى تعطيه أقرب كاملة فى لغة المتعلم الوطنية.
13.                      فهم ما يريد المتحدث التعبير عنه من خلال وقع وإيقاع وتنغيم عادى.
14.                      إدراك نوع الانفعال الذى يسود المحادثة والاستجابة له.
15.                      الاستفادة من تحقيق كل هذه الجوانت فى متابعة الاستماع إلى اللغة العربية فى المواقف اليومية الحياتية.

مصادر البحث
إبراهيم، حمارة، الإتجاهات المعاصرة فى تدريس الّلغة العربيّة و الّلغات الحيّة الأخرى لغير الناطقين بها، (القاهرة : دار الفكر العربى ، 1987).
الناقة، محمود كامل، تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، جامعة أم القرى معهد اللغة العربية، مكة المكرمة : 1405 هـ – 1985 م.
شحاتة، حسن، تعليم اللغة العربية بين النظريّة و التّطبيق، (الدار المصرية اللبنانية).




[1]. محمود كامل الناقة، تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، جامعة أم القرى معهد اللغة العربية، مكة المكرمة : 1405 هـ – 1985 م

[2] . حسن شحاتة، تعليم اللغة العربية بين النظريّة و التّطبيق، (الدار المصرية اللبنانية) ص : 87.

  [3]  إسكندار ذوالقرنين، جهود جامعة دار السلام لترقية كفاءة طلابها فى اللغة العربية من خلال ترقية مهارة الاستماع، 1430 م – 2009 هـ

2 comments:

PERANAN KELUARGA DALAM ISLAM

Keluarga mempunyai peranan penting dalam pendidikan, baik dalam lingkungan masyarakat Islam maupun no-Islam. Karena keluarga merupakan tempa...